تعرضت لموقف محرج جدا” ، جعلني أكتب هذا الموضوع ، كنت جالس أتصفح الأخبار والأعمال والمنشورات عبر صفحتي على الفيس بوك ، واذ بطلب صداقة يصل الي ، ومن الطبيعي أن أدخل صفحة من طلب صداقتي للتأكد من شخصيته ومعرفة هويته ، وكانت المصيبة التى لم أكن أتوقعها ، فرأيت صفحة لشيطان من الجن بتفيذ واخراج وابداع شيطان من الانس ، الصفحة تحتوي على كل مجون وفجر وقباحة ، ودعوات للشذوذ والزنى والعهر والفجور . صور خليعة ، فيديوهات مخلة لم أراها في حياتي ولم أكن أتخيلها في ذاكرتي ، شىء لا يصدقه عقل ، والله كدت أن يغشى علي ، وشعرت بأن روحي كادت أن تفارق جسدي . غثيان أصابني ، ضيق في الصدر كاد يقتلني . وحتى لا أتدني للكلمات البذيئة أو الخارجة عن المألوف ، أعتقد وصلكم ما أريد أن أصدفه لكم . وقمت بالاجراء الطبيعي المعتاد وقمت بعمل حظر لهذا الحساب ، وانتهى الأمر بالنسبة للصفحة ، لكنه لم ينتهي بالنسبة لي ، فما زال الأمر يزعجني ويؤلمني ويسيطر على مخيلتي . أيوجد هذا في عالم الواقع ، تبا” لمثل هؤلاء ( فهم كالأنعام . بل هم أضل ) وها أنا أكتب اليكم كلماتي .
موقع الفيس بوك من أهم مواقع الشبكات الاجتماعية التى نالت شهرة واسعة عبر انحاء العالم في ظرف قياسي لا يتعدى سنوات قليلة .
وقد جاء هذا الموقع بأفكار جديدة غيرت نظرة الناس بفضل الأفكار الجديدة والمتميزة التى جاء بها . حيث أنه أصبح ساحة كبيرة للحوار والنقاش وتبادل الأراء حول ما يشغل حياتنا اليومية ، ووسط اجتماعي لا مثيل له ، ويعتبر بحر يفيض بالمعلومات في شتى المجالات .
ويعد الفيس بوك واحدا من اكبر مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي ، وقد اكتسب شعبية كبيرة في كافة ارجاء العالم ، ويضم اليه جميع الاشخاص على اختلاف اعمارهم واجناسهم وجنسياتهم نظرا لما فيه من فؤائد ومقدرة رائعة على التواصل بين البلدان المختلفة .
ولا شك أن هذا العالم المتداخل ، وتلك التقنية العالية والتى انتشرت انتشارا” هائلا” في حياتنا اليومية ، سلاح ذو حدين . اما أن ينفعك في دينك ودنياك ويقدم لك فوائد عديدة وأفكار ومعلومات هائلة ان أحسنت استخدامه واستثماره ، واما أن يكون وبالا” عليك ، وستندم على كل لحظة قضيتها معه ، فكن مراقبا” لله في كل مشاركة أو اعجاب أو تعليق أو تصفح .
فرغم الفوائد العديدة والمختلفة التى يوفرها موقع الفيس بوك الا أن له أضرار كبيرة وجسيمة على كل الفئات العمرية المختلفة ، فقد يؤدي الى فساد أخلاق ، أو طلاق سيدة متزوجة ، أو علاقات محرمة ، أو النظر الى المحرمات ، أو الى ارتكاب الفواحش والذنوب .
فكل ما فيه مُسطّر ،ومؤرشف ،ومسجل ،وموثق لدى الشركة المؤسسة على هاردات وسيرفرات ضخمة غير محددة السعة، فقد يتم التلاعب بها أو الاختراق أو التغيير، لكن هنالك أرشيف وسجل مكتوب لا يتغير عند رب الأرض والسماء لا يمحو ما فيه الا الله .
فلا يقل قائل لعلي أشترك بحساب وهمي في تلك الصفحة، وبالتالي أغوص فيه بما لذ من المحرمات والمنكرات والعلاقات المشبوهة والصور المنكرة والمقاطع الماجنة!! بلا رقيب ولا حسيب، أو قد أفتح صفحتي من جهازي المحمول أو الآيفون، فلا يراني أحد .أو أفتح صفحة باسم فتاة وأضلل الفتيات وأخوض معهن في أسرار البيوت أو التحدث بكلام لا ينبغي التحدث فيه . أعلم أن الله مطلع عليك في كل كبيرة وصغيرة .
والله لو راقبنا الله عز وجل مراقبة حقيقية لما تمادينا بكثير من المعاصي التي تعرض ليل نهار على الكثير من المواقع والصفحات المختلفة ، ولا تمادينا في السب واللعن والتحقير والغزل والحب والمعاكسات وكل ما يغضب الله عز وجل .
فكم صديق لديك في صفحتك ( 100، 500 ، 30000) أكثر أو أقل،وكم متابع لصفحتك وكل صديق له أصدقاء ، وله متابعين ، فكل ما تكتبه أو تنشره من صور ومقاطع فيديو أو مشاركات، سيطلع عليه ولو نسبة ضئيلة من هؤلاء على أقل تقدير، فهل من العقل استثمارهذه التكنولوجيا العالية الرهيبة في الغيبة والنميمة والكذب؟! وهل من الأدب والأخلاق نشر الصور الماجنة والمناظر المشينة أو كتابة تغريدات بعيدة عن الحياء والعفة؟! وهل من الفطنة والكياسة تضييع الأوقات بقضايا هابطة بعيدة عن أدنى القيم؟!
فلا تخرج منك الا الخير والنافع للناس ولا تكتب يدك الا كل نافع ينتفع به ، فخير الناس أنفعهم للناس، وليكن شغلك الشاغل في صفحتك نشر الخير والمفيد بأى طريقة تمتلكها قدراتك ، بنشر فيديو مفيد ، أو طيبة ، أو صورة معبرة ، أو سلوكا” حميدا” وغير ذلك من المهارات الحياتية المختلفة ، ولا تبخل بنشر معروف إطلاقا، فأنت مؤتمن وإياك ونشر الشر والسوء بكل أنواعه وطرقه ،أو الخوض مع الخائضين والتمادي في أعراض المسلمين.أو قذف النساء ، أو السب واللعن
واحذر أن تكون كالشمعة التي تضيء لغيرها وتحرق نفسها، فكثير من الناس ينشرون كلمات طيبة وحِكم جميلة وقصص معبرة، لكن سلوكه على أرض الواقع مغاير وافعاله مخالفة، وكل انسان أعلم بنفسه ، فلا يحق لانسان أن يدخل في حياه الأخرين ولا يتهمهم ولا يكشف سترهم ، كل انسان على نفسه بصير ويعرف عيوبه وأخطاءه
ومن الأخطاء الفادحة على موقع الفيس بوك أن كثيرا” من مستخدميه يريدون إثبات وجودهم من خلال الإدلاء بالرأي في كل شيء، أو نشر كل ما يصل اليه من أخبار ومقولات وشائعات دون تفكير أو تدبر مما يتسبب في اثارة الفتن والأكاذيب ، بل احيانا” ينقل بعض الأحيان الأحكام الشرعية وغيرها دون أدنى تثبت أو روية، مما يوقع الكثير في المخالفات الشرعية التي بعضها يصل إلى الكفر أو الفسق أو البدعة والمعصية دون معرفة أو استشعار.
عالم الانترنت عالم كبير مفتوح ويحتوي على الصالح والطالح، النافع والضار، الخبيث والطيب ، فلا تستعجل في تناقل كل ما هو منشور دون روية أو تأني، ولا حتى الإعجاب بكل ما هو منشور تمشيا مع أهواء الناشر أو بحسب اسم الناشر ومدى قربنا منه ومحبتنا له،فاحرص على استقلاليتك وشخصيتك الواضحة بعيدا عن التقليد الأعمى، ولا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت معهم، ولا تُعجب إلا بكل ما هو حق، ولا تجامل الناس حتى لو كانوا أصدقائك وأخواتك ، ولا تنقل كلمة أو معلومة حتى تتأكد منها فإن وافقت خير وخلق واصلاح بين الناس أو معلومة مفيدة فلك بذلك الأجر وإن ان كانت غير ذلك من السوء والفحش والعري والمجون والفتن والأكاذيب فستحمل وزر كل من يقرأها أو يطلع عليها ويتضرر منها.
وقد تجد رجل محترم وعلى خلق أو امرأة فاضلة كريمة صالحة . سارعوا لنشر ومشاركة للكثير مما وصل اليهم من صور أو فيديوهات أو كلمات بحسن نية ودون قصد ، فوافقوا بهذا التصرف باطلا” أو ذنبا” أو فتنة أو نشر أكاذيب أو بدعة . الخ
أما المصيبة الكبري والطامة العظمي من يجهرون بالمعاصي والذنوب والفواحش من خلال صفحاتهم الماجنة الخبيثة الملعونة وما تحتويه على أعمال شيطانية ( من أفلام اباحية ،وصور مخلة ، والكلمات المحرمة ، والأفكار والدعوات المسمومة ،كدعوات للشذوذ والزني والفجور والعياز بالله ) والعجب كل العجب أنهم يتباهون بنشر هذه الرذيلة ويفتخرون باشاعة الفواحش ويجهرون بالمعصية ، وللأسف أن مثل هؤلاء الشياطين من الانس صفحاتهم ملىء بالأصدقاء والأشخاص .
أما الأمر الأخير والذى أختم به مقالي ( أدعوا جميع الأخوات من النساء ، أنسة ، متزوجة ، مطلقة ، أرملة ، صغيرة ، كبيرة ) بعدم وضع صور للبروفايل أو خلفية للصفحة تخدش الحياء أو صورة امرأة متبرجة فتفن غيرها من الرجال والنساء ، أو وضع و نشر صور تخصها أو تخص صديقاتها على مثل هذه الصفحات حتى لا تثير فتنة ، أو تستخدم أسوء استخدام من أشخاص كانوا للشيطان أولياء .